لذة الصور والأفلام الجنسيــة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياكم الله اخواني واخواتي

الإنترنت وسيلة مهمة، وأصبح مطلب أساسي في حياتنا وإن لم نحتاجه سوف يحتاجه إخواننا او أخواتنا او أطفالنا في المستقبل.

فالبعض استغله في طلب العلم والتفقه في الدين وسماع القرآن والبحوث العلمية والأخبار، أما البعض فقد استغله في جمع السيئات من سماع الأغاني ومشاهدة الأفلام وأخطر من ذلك مشاهدة الصور والأفلام الجنسية.

وحديثي أحبتي عن هؤلاء الصنف، الذين استغلوا هذه النعم التي وهبننا الله تعالى من نعمة البصر والكتابة واستخدام جهاز الكمبيوتر بسهولة ولا نجد صعوبة في ذلك.

إن حديثي أخواني وأخواتي إلى الذين سقطوا في هذا البحر المظلم، الذي بدايته صورة ثم فلم ثم يتعادى إلى التعرف على الجنس الآخر ثم والعياذ بالله الوقوع في فاحشة الزنى.

قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر..)

فتلك اخواني واخواتي هي خطوات الشيطان، يبدأ الواحد منا بخطوة حتى يجره شيئا فشيئا إلى بحار الندم والحسرة. فأنتبه لنفسك اخي الكريم وانتبهي لنفسك اختي الفاضلة.

وقال سبحانه وتعالى ( ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً ) جاء في التفسير الميسر: ولا تقربوا الزنى ودواعيه؛ كي لا تقعوا فيه، إنه كان فعلا بالغ القبح، وبئس الطريق طريقه. اهـ

فكل واحد يحاسب نفسه أخواني وأخواتي، ويبدأ في تجهيز العدة للدخول في هذه الحرب، نعم أخواني وأخواتي كل واحد يجهز سلاحه لهذه الحرب الضروس، التي بين الإنسان والشيطان والنفس والهوى.

ليست المشكلة أن الواحد منا يقع في الخطأ، نعم ربما تكون تشاهد تلك الصور او الأفلام الجنسية، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ماذا اعددت لمواجهة هذا التحدي؟ وهل حقا بادرت في ترك تلك المحرمات.

لا تضعف فالشيطان لا يضعف، ولا تكل فالنفس لا تكل وتريد وتتمنى، والأصحاب يدعون إلى النار، وربك يدعوك بالمسارعة إلى جنة عرضها كعرض السماوات والأرض..أعدت لمن؟؟

قال سبحانه وتعالى ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ) جاء في التفسير الميسر: وبادروا بطاعتكم لله ورسوله لاغتنام مغفرة عظيمة من ربكم وجنة واسعة, عرضها السموات والأرض, أعدها الله للمتقين. اهـ

فكون من المتقين، وتعرف على صفات المتقين، وكيف تكون من المتقين، إني والله لفي قرارة نفسي بأن الذي يشاهد تلك المحرمات لهو في ضيق وكرب وهموم تأتيه من كل مكان، وربما مشاكل وتتعسر أمور، وأكثر من ذلك أن يختم ويرحل من هذه الدنيا بسوء عمل. والعياذ بالله.

قال الله تعالى ( إن الأبرار لفي نعيم، وإن الفجار لفي جحيم ) استدل الإمام ابن القيم رحمه الله أن هذا ليس خاص فقط بالآخرة، وإنما كذلك في الحياة الدنيا، فالأبرار في سعادة وطمأنينة وراحة بال، والفجار في ضيق وتعاسة ومشاكل تأتيهم من كل جانب.

فشد الهمة أخي وجاهد نفسك وحاسبها، وقد قال الحسن البصري رحمه الله ( رحم الله عبداً وقف عند همه، فإن كان لله مضى وإن كان لغيره تأخر )

فلا تضعف أخي الكريم ولا تضعفي اختي الفاضلة، فإن سقط الواحد في تلك المحرمات، فعليه ان يجاهد ويجاهد وليس الأمر بين يوم وليلة، ولكن ربما تأخذ وقت، فكون انت المنتصر في هذه المعركة اخي الكريم.

وتذكر اخي دائما، أن تلك لذة ثم ترحل ويبقى الأثم، فتذكر تلك المشاهد التي رأيتها أو زنى وقعت فيه، أين اللذة الآن؟ أين المتعة الآن؟ كل شيء رحل أخي وبقى الأثم.

وكذلك الشاب الصالح الذي اجتهد وثابر وعمل الصالحات، أين هي الآن؟ أين ذلك التعب من أجل العبادة والذكر والصلاة في ظلمة الليل، كله رحل وبقى الأجر والثواب.

فتذكر أخي الكريم وتذكري أختي الفاضلة انها لذة وترحل، سنوات مضت، أين هي لذاتها ومتعتها؟ كل شيء تلاشى يا احبه وبقى الأثم، فلنتوب إلى الله تعالى ونرجع إليه سبحانه.

إنها الحياة السعيدة أخواني وأخواتي التي تنادينا، نعم تلك السعادة التي فقدها الكثير منا، ويبحث عنها في الصور الجنسية أو الأفلام او بالتعرف على الفتيات في المنتديات او الخروج مع البغايا لفعل الفاحشة او في كأس خمرٍ.

تلك لذات مؤقتة تزول بزوال السبب ثم تأتي الهموم والضيق والعقوبة، والبعض ربما تعجل لهم العقوبة، والبعض ربما تؤخر عنهم العقوبة.

يا اخواني ويا اخواتي

الحياة السعيدة نجدها في هذه الآية التي علينا ان نحفظها ونرددها دائما، قال الله تعالى ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )

قانون الحياة السعيدة والطيبة
في الإيمان والعمل الصالح

فالله الله في التوبة أخواني وأخواتي، ولنعود إلى الله سبحانه وتعالى، الذي أملهنا كثير، وتمادينا كثير.

أذهب أخي إلى المسجد وصلي مع الجماعة، وتأمل تلك اللذة التي فقدها الكثير من الشباب، وأنتِ اختي الفاضلة افرشي سجادتك في غرفتك وارفعي يديك إلى السماء والحي على الله بالدعاء وتأملي تلك اللذة التي فقدها كثير من الفتيات.

الحديث يطول أخواني وأخواتي
واكتفي بهذا القدر